الخميس، 19 يوليو 2018

الموقع الاجتماعي تويتر

الموقع الاجتماعي تويتر
تويتر ويُعتبر من أكثر الشبكات الاجتماعيّة ووسائل الاتصال الاجتماعي شهرة، فاحتل المرتبة العاشرة في استقطاب الزائرين إليه، حيث وصل عدد المتابعين ستة وأربعين مليوناً وخمسمئة وثمانية وسبعين ألفاً وثمانية وسبعين متابعاً، والمرتبة التاسعة على موقع أليكسا، وأطلقه مؤسّسه وهو رجل الممارسات الأمريكي المبرمج جاك دورسي في واحد وعشرين من شهر شهر مارس عام 2005، وتتخذ مؤسسة تويتر من سان فرانسيسكو في كاليفورنيا مقراً لها.
 يقدّم ذلك الموقع خدمة لمستخدميه من خلال التدوينات المصغّرة التي تتيح لهم إمكانيّة مشاركة حالات تسمّى بالتغريدة، ويكون الحد الأقصى لعدد أحرف أي تغريدة لاغير مئة وأربعين حرفاً، ويقدّم خدمات استكمال الآخرين، والرسائل النصيّة، ويمكن للمستخدم الوصول إلى تلك التطويرات التي أدرجتها مؤسسة تويتر نحو دخول المستعمل لصفحته الأساسيّة على تويتر.
 تأسيس حساب شخصيّ بدون مقابلّ. مراسلات نصية. الاستجابة إلى التعليقات. مشاركة التغريدات
التطويرات من خلال البريد الإلكترونيّ. تطبيقات الشات الفورية.
 كانت فكرة موقع تويتر في مطلع الشأن عبارة عن مجرد مشروع تعديل بحثي قامت به مؤسسة اودو الأمريكيّة الجنسيّة بمدينة سان فرانسيسكو، وقد كان هذا في الأشهر الأولى من عام 2004، لتتطوّر الفكر في أعقاب هذا وتصبح موقعاً اجتماعيّاً ذا انتشار واضح، أفصحت المؤسسة الأم أنه موقع رسمي في شهر شهر أكتوبر من هذا العام، وبدأ الموقع بالشهرة واستقطاب المستعملين بشكل ملحوظ مع إجابات عام 2006، وفي العام ذاته أقدمت مؤسسة اودو على فصل موقع تويتر عنها، وإنشاء مؤسسة خاصّة تحمل اسم الموقع الحديث، ومع إجابات شهر شهر ديسمبر بدأت مشاركات مستخدمي موقع تويتر بالظهور في كشوف نتائج البحث في جوجل.

سلبيات وايجابيات الفايسبوك ونصائح مفيدة

سلبيات وايجابيات الفايسبوك ونصائح مفيدة
الفيس بوك موقعٌ إلكترونيّ يُتيح التّاستمر بين الأشخاص والجماعات في مختلَف مناطق العالم. أسّسه شاب في مقتبل العمر يهودي أمريكي اسمه مارك زوكربيرغ، من مواليد أربعة وثمانين وتسعمئة وألف، وهذا عام 2004م. يُمكن عن طريق الفيس بوك الاستحواذ على صفحةٍ شخصيّة يعلن فيها صاحبها ما يرغب في من صُور وكتابات ومقاطع مقطع مرئي، كما يُمكنه إتاحة بصيرة منشوراته للآخرين. الفيس بوك سلاح ذو حدين؛ يُمكن استعماله للنفع ونشر الخير وتعديل الذات والمجتمع، كما يُمكن استعماله لإفساد الشخص والمجتمع.
أداة لنشر الدعوة إلى الله: يعرض الدّعاة والمسلمون عموماً دعوتهم بمختلف الأساليب والطرق، ومن أجل الإقبال من الناس على الفيس بوك فيُمكن أن يكون نقطة نفوذ مُهمّة في ذلك الميدان. نافذة للإعلام ونشر الأنباء المتغايرة فور حدوثها. البحث عن صديق أو قريب افتقده قريبه منذ زمن ولم تعد بينهما صلة، فيمكن أن يجده عن طريق البحث عن اسمه في الفيس بوك. أداةٌ للاستحواز على الأنباء ومُختلف الميادين العلميّة والدينية والثقافية. داع للتسلية والترويح عن النفس ولكن بالضوابط الشرعية وعدم تضييع الوقت. سبيل للتعبير عن الرأي في الأحداث السائدة في العالم أو في أيّ ميدان من ميادين الحياة.
 باب للتواصل مع الأصدقاء والأقارب الموجودين في أماكن بعيدة.
خسارة الساعات وهدر الأوقات وفوات عديد من الإجراءات التي يُمكن أن ينتفع بها الشخص وينفع بها غيره، أبرزها عبادة الله التي من أجلها خُلق الإنسان. قلّة الاتصال الشخصي م
ع العائلة والأصدقاء، وضعف الروابط والعلاقات الودية، نتيجة لـ قضاء وقت عظيم على الفيس. أصدر أسرار المنازل والخصوصيّات التي ينبغي الاحتفاظ بها. جرح عديد من الناس عندما يطّلعون على النعم التي ينشرها أصحابها، من ولد ومال وغير هذا. أداة للفساد الأخلاقي: فمن خلالها يدخل الأولاد على المواقع الإباحية ويتصفّحون الصور والفيديوهات دون رقيب. التسبّب بالتعب للعين، إضافةً إلى إرهاق الجسم عموماً نتيجة لـ إطالة استعماله. أصدر إساءات لدين الإسلام والعقيدة. النقاشات الطويلة التي تتم في بعض الأحيانً وتتسبّب بالخلافات؛ لأنّ الكتابة وحدها لا توصل الفكرة جلية كما إذا كان الجديد مباشراً. استغلاله في أصدر الفتن والأخبار المضلّلة.
تَذَكَّر دوماً أنك لست وحدك خلال تصفحك، لكن إن الله سبحانه وتعالى يؤد ويطّلع على كل ما تخفيه، وذلك سوف يكون وازعاً لك في البعد عن المحرمات والانحرافات. كن على اطّلاع على سلبيات وإيجابيات ذلك الموقع لتصبح أكثر حذراً من الوقع في شِباكه. ضع برنامجاً لقضاء يومك تُخصِّص فيه مدة محدّدة لنشاطك على الفيس لتتوقّف نحو انتهائها، وبذلك تتجنّب الاستغراق في صفحاته. اندمج في الحياة الاجتماعية وتجنب العزلة
ابتعد عن المواقع الاباحية  لانها من الرذائل  وهي تزظيد العبد الذنوب وتنقص من حسناته وتقرب العبد من النار وتبعده عن الجنة 
اتقي الله حيث ماكنت واتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام 
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه تابعونا لكي تستفيدو وشكرا.

السبت، 14 يوليو 2018

هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في التصرف ؟

تحرّك الإنسان دوافع كثيرة ومتغايرة (عضوية, نفسية, اجتماعية) نسعى إشباعها بهدف تقصي التوازن مع نفسه ومع الآخرين بل حقيقة الإنسان لا تتجلى في إشباع الدوافع لاغيرلكن في مقدرته على المفاضلة بين الخير والشرّ بحثًا عن التصرف الأمثلوذلك ما يعلم في الفلسفة بموضوع "الأخلاق", غير أن أساس المقدار الأخلاقية مسألة تفتقر إلى فحص بهدف تحديد مصدر الإلزام الخلقي وهي مسألة تعددت فيها الآراء بتعدد أبعاد الشخصية والإشكالية التي تطرح ذاتها:هل هناك تضاد بين القيم الخلقية والدوافع الفطرية في الإنسان ؟ بمعنى هل تُؤسّس الأخلاق على المنفعة أم الذهن؟
الرأي الأول الأطروحة
تشاهد النظرية النفعية أن مصدر الإلزام الخلقي يكمن في طبيعة الإنسان, التي تدفعه إلى مناشدة اللّذة والتمسّك
بها والنفور من الوجع (فاللذة هي الخير والألم هو الشر) والإنسان برأيهم أناني يبحث باستمرار عن مصلحته والقيم التي يؤمن بها هي التي تتوافق مع تلك المصلحة, ترجع تلك الأطروحة إلى آراء الفيلسوف اليوناني "أرستيب القورينائي" الذي أفاد {اللذة هي الخير الأعظم ذلك هو صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء} وهو يشاهد أن اللذة الفردية هي أساس الشغل الخلقي, غير أن "أبيقور" فضّل اللذات المعنوية عن اللذات الحسية مثل التأمل الفلسفي ومحور حياة الإنسان هو اللذة فهي شرط السعادة وهي معيارالإجراءات وذلك ما تؤكده العبارة المشهورة {اللذة هي طليعة الحياة السعيدة وغايتها هي ما ننطلق منه لنحدد ما ينبغي فعله وما ينبغي تجنبه}. وفي العصر الجديد ظهر ما يسمى مذهب "المنفعة العام" على يد الفلاسفة الإنجليز ومنهم "بنتام" الذي نقل موضوع الأخلاق من الميدان الفلسفي التأملي إلى الميدان التجريبي وذلك ما يتجلى في معيار حساب الذات حيث وضع مجموعة من المحددات والقواعد وصرح {اللذة إذا اتحدت شروطها كانت واحدة لدى جميع الناس}ومنها شرط "الشدّة" أي شدة اللذة أو ضعفها هو الذي يحدد خيريتها أو شرها وشرط "الصفاء" أي ضرورة كون اللذة خالية من الوجع بل أكثر أهمية تلك المحددات والقواعد تماما هو "النطاق" أي امتداد اللذة إلى أضخم عدد جائز من الناس وبذلك الإنسان عندما يطلب منفعته بأسلوب عفوية هو يطلب منفعة غيره, غير أن تلميذه "جون ستيوارت ميل" نظر إلى موضوع المنفعة من زاوية الكيف وليس الكمّ وفي نظره أن شقاء الإنسان مع كرامته أفضل من حياة الخنزير المتلذذ وذلك المعنى نوه إليه في واحد من نصوصه {أن يقطن الإنسان شقيّا أفضل من أن يقطن خنزيرا رضيا, وأن يكون سقراط شقيا أفضل من أن يكون سخيفًا سعيدًا}فالأخلاق تُؤسس على المنفعة
إنتقاد: إن تلك الأطروحة نسبية لأن المنفعة متغيرة الأمر الذي يقصد عدم إستقرار القيم الأخلاقية ومن ثمَّ فرصة حدوث بلبلة إجتماعية.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): تشاهد النظرية العقلية أن الأخلاق الحقيقية يلزم أن تُؤسّس على ما يميّز الإنسان عن الحيوان وقصدوا بهذا الذهن الذي هو مصدر الإلزام الخلقي في نظرهم وهو القاسم المشترك بين جميع الناس والذهن يمكنه تصوّر مؤكدالتصرف ثم الحكم عليه, فعلامة الخير نحو "سقراط" أنه تصرف يحتوي فضائل وعلامة الشر أنه إجراء يحتوي رذائل, ورأى "أفلاطون" أن محور الأخلاق هو التصرف فقال {يكفي أن يقضي الإنسان جيّدًا ليتصرف جيّدًا} وفي نظره الإنسان لا يفعل الشرّ وهو يعرف أنّه شرٌّ وإنما الجهل هو داع هذا, ورأى "أرسطو" أن الأخلاق تجلى في التصرف الوسطي وتحدث في كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخوس" {الفضيلة وسط بين رذيلتين} ومن الأمثلة التي توضح تلك الفكرة أن الشجاعة خير لأنها وسط بين الجبن والتهوّر والعدل خير لأنه وسط بين البغي والإنظلام. وفي العصر الجديد أرجع "كانط" الإلزام الخلقي إلى الذهن وقسّم فلسفته إلى ثلاثة أقسام الذهن النظري الذي يدرس المعرفة وأساليب بنائها والذهن العملي الذي يحتوي على الدين والأخلاق والذهنالجمالي ورفض إعادة الأخلاق إلى سلطة خارجية (الدين, المجتمع) لأن في هذا سلب لحرية الإنسان ورفض المنفعة لأنها متغيّرة والأخلاق عنده تأتي تجاوب لسلطة الذهن أي تأدية التصرف احتراما للقانون العقلي في نفسه فيبدو التصرف الأخلاقي عن حريّة ويصبح كلّياً, صرح "كانط" {اعمل بحيث على أن يكون عملك قانونا كلّياً} ويتميّز بالمثالية ويكون طول الوقت مطلوبا لذاته قيل {عامل الناس كغاية لا كوسيلة} فالأخلاق مصدرها الذهن.
إنتقادتلك الأطروحة نسبية لأنها اهتمت بدور الذهن في تشييد الأخلاق وتجاهلت دور الدين ثم أن الذهن ليس ملكة معصومة من الخطأ.
التركيب
يطرح المشكل الأخلاقي في المقام الأول مشكلة المقياس والأساس وكما أفاد "جون ديوي" {لا تبدو الإشكالية الأخلاقية سوى حين تضاد الأغراض ويحتار المرء أيّها يختار} ومن ذلك المنطلق نشاهد أن المذهب العقلي أخذ صورة مثالية متطرفة عن طريقالاكتفاء بالذهن وحده وإهمال عنصر [الدين] وهنا تبدو مقولة "فيخته"{الأخلاق من غير دين عبث} وبيان هذا أن جوهر الأخلاق هو الإلزام وحسن الخلق. وذلك ما نوه إليه "أبو حامد الغزالي" في كتابه [إحياء علوم الدين] {حسن الخلق يعاود اعتدال قوةالذهن وكمال الحكمة وإلى اعتدال قوة الحنق والشهوة وكونها للعقل والشرع مطيعة} فالأخلاق الحقيقية تُؤسس على الفطرة الصحيحة وتفاعل الذهن مع المقالات الدينية والمُتغيّرات الاجتماعية وكما قيل {للشرع التنوير وللعقل الاجتهاد}.

هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في التصرف ؟

الصدارة:العائلة بالمعنى الجديد هي وحدة اجتماعية تتكون من والدين و أطفالهما. و هي لا تتشابه عن العائلة قديما من العديد من جوانب كالنطاق و محور القرابة و الوظائف. فالوظائف الجارية مثلا ضئيلة إذا قيست بما كانت عليه في العصور السابقة. لقد كانت العائلة القديمة تقوم بوظائف متعددة في الساحات السياسية( التشريعية، التنفيذية، و الدفاعية) و الدينية و التربوية و الاستثمارية و الصحية...إلخ سوى أن تطور الحياة الاجتماعية و تعقدها دفعا المجتمع الجديد إلى خلق شركات تنوب عن العائلة في أدائها لتلك الوظائف، و تخفف عنها أعباءها و من هنا التساؤل: ما هي وظائف العائلة بعدما زالت عنها تلك الأعباء؟ و ما مصير العائلة؟و هل حقيقة من الممكن أن يقضي عليها بالزوال؟
عرض الأطروحة: يذهب القلة من الفلاسفة حتّى العائلة محكوم عليه بالزوال في المستقبل إذا تألفت من الزوج و قرينته لاغير، و إذا انتزعت الجمهورية الأطفال من آبائهم و أخذت على عاتقها تربيتهم على أن يصبحوا مجرد مواطنين لا ينتسبون إلى عائلة محددة. و دليلهم على هذا، أن وظائف العائلة التقليدية كانت واسعة، تشمل جميع شؤون الحية الاجتماعية ، غير أن المجتمع أخذ ينتقص منها و ينشئ لكل مهنة هيئة مستقلة، فلقد أنشأ المجالس النيابية موضع المهنة التشريعية، و الحكومات مقر السلطة التنفيذية و المعاهد الدينية و المدارس مقر الوظائف الدينية و التربوية. و الشركات الاستثمارية و المصانع مقر المهنة الاستثمارية. و الشركات الطموح للحفاظ على الأمن و الممتلكات و الأرواح. هكذا بات المجتمع هو الذي يشرف إلى حد ما على جميع الممارسات التي كانت على عاتق العائلة القديمة. و يذهب أنصار النزعة الاشتراكية و خاصة ماركس و أنجلز حتّى النجاح بين الطبقات و محوها يقتضي إلغاء العائلة لأنها تبدل دون محو الفوارق المتواجدة بين الأشخاص، و في ذلك المعنى يشاهد أنجلز أن العائلة تتأسس في جوهرها على الملكية المخصصة و توارثها، فهي من الناحية الاجتماعية تغذي البنية الرأسمالية و يوم تنتقل وسائل الإصدار إلى الملكية المشتركة، لن توجد العائلة الفردية الوحدة الاستثمارية للمجتمع، فالاقتصاد العائلي يتغير إلى تصنيع جماعية. و الإعتناء و تربية الأطفال تصبح مسألة عمومية، فالجميع يقدم عناية متساوي لجميع الأطفال، و هكذا يتضح لنا أن مكوث العائلة تدعيم للصراع الطبقي.
كما أن الروح العائلية تقيد حرية الشخص و تزرع فيه عواطف تجعل منه كائنا لا يقوى على تخطى حواجز العائلة. و الزمان الماضي يشهد بأن العائلة التقليدية تمارس نوعا من الطغيان على الشخص، و تستبد به و لا تتركه طليقا، الشأن الذي صرف أنصار النزعة الفردية خاصة "جيد" إلى نَقد طابع الإكراه الذي تتصف به العائلة. فهو يحاول أن إلى تحرير الشخص و يجعله متمتعا بشخصيته ، و هذا أن القيود التي تفرضها العائلة على الطفل تشل إرادته و تعرقل تطوره، لأن الشأن كما يقول، سجن اجتماعي بمعنى الكلمة يستولي على الشخص، فالفرد أيما وصل من العمر، فإنه يوجد باستمرار مرتبطا بوالديه بحكم العاطفة العائلية.
إنتقاد الأطروحة:غير أن انحلال العائلة و انهيارها يجرد المجتمع من أفضَل مقوماته. لأن العائلة هي الدعامة الرئيسية للمجتمع، فصلاحه متعلق بصلاحها، كما أن أكثرية الشعوب التي كانت تتصور المجتمع بلا عائلة اختتمت إلى الاعتراف بالأدوار الرئيسية التي تلعبها العائلة خصوصا في التربية و الطعام الروحي.
نقيض الأطروحة:و في بمقابل ذلك الوجهة ظهر اتجاه آخر يشاهد أنصاره، أن العائلة و حدة اجتماعية لازمة غير ممكن الاستغناء عنها، فمهما وصل المجتمع من تقدم و تطور فلا يستطيع أن ينوب عن العائلة في الوظائف العائلية المحصنة، كالوظيفة البيولوجية، و الاجتماعية، و السيكولوجية.
فمن أكثر أهمية وظائف العائلة تنشئة الأطفال و تربيتهم التربية الاجتماعية. و إدا كانت صغار الحيوانات لا توجد تحت الرعاية سوى وقت قصير من الدهر ثم تستقل بنفسها نهائيا، فإن الإنسان قبل أن يمارس الحياة الاجتماعية بنفسه يوجد في أحضان أسرته التي تنشغل بتربيته مدة طويلة. فطفل الإنسان يولد كحيوان هزيل لا بشأن له و لا قوة، فهو في احتياج إلى من يغذيه و يحميه من البرد و الحر و الأمراض. كما يتلقى من أبويه التصرف و تقاليد المجتمع، و العائلة باعتبارها نظاما اجتماعيا تؤثر فيما عداها من النظم الاجتماعية، إن المدرسة مثلا يتوقف فوزها في تأدية رسالتها التربوية على كمية المعونة التي تقوم بتقديمها لها العائلة. و لا تزال العائلة إلى وقتنا ذلك، و خصوصا في الأوساط الريفية محتفظة بالكثير من وظائفها التقليدية.
غير أن التنشئة و التغذية في الإنسان ليست عينية و وفق و لا أخلاقية لاغير، إنها نفسية ايضاً، و تلك المهنة لا تكاد تشاركها فيها أية شركة أخرى. فقد أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في شركات رسمية بعيدا عن الوسط العائلي،
 يتكبدون من تضاؤل في النمو، فقد اكتشف الطبيب "روني سبيتز" أن الطفل يمكنه أن يتكبد الأوجاع من الناحية الجسدية نتيجة لـ إبعاده عن والدته في 63 طفلا قدموا من غير مشابه الأوساط و تربوا في شركات رسمية منذ ولادتهم سجل عليهم تراجعا ملحوظا ابتداء من الشهر الرابع للنمو العام فيما يتعلق للمعدل. و يصل ذلك التقهقر 55 بالمائة في العام الأول. أما في العام الثاني فنموهم من الممكن أن يعادل نمو المعتوهين. بينما أن الأطفال الذين تشتغل الم بتربيتهم و الاعتناء بهم يكون نموهم معا، لأن الأم حين تغذي نجلها تغذية كذلك بالعواطف و الحنان. فالتزود بالغذاء الملائم يستلزم زيادة عن السعرات الحرارية و الفيتامينات.
إنتقاد نقيض الأطروحة:بل أيا كان كان وجود العائلة في المجتمع باعتبار الدعامة أو المحرك اللازم، فإن ذلك المحرك قد تترتب عنه عواقب وخيمة، لأن العائلة، إذا دب فيها التفكك، تنتج أفرادا ضعاف النفس و الشخصية.
التركيب:إن العائلة هي الخلية الرئيسية للمجتمع، و على المجتمع أن يسعى رعايتها، و لا يترك الآباء يمارسون سلطتهم كاملة على ذريتهم، و أن يقدم لهم يد المعاونة و يمدهم بتوجيهات و نصائح تسمح لهم بأن يصنعوا أجيالا صالحة. فإن المجتمع الصحيح هو المجتمع الذي يحرص على إبقاء العائلة و صيانتها. و العائلة السليمة هي الوحدة الاجتماعية العاملة على الاحتفاظ بنجاعتها الأخـلاقية و الاجتماعية، و خاصة النفسية. و إذا كانت العائلة قد فقدت العديد من وظائفها فذلك بهدف أن تتفرغ لوظيفتها المخصصة التي لا يمكنه منطق التقدم التخلص منها. فبمقدار ما تفتقد العائلة من وظائفها، الواحدة عقب الأخرى بحجم ما تعثر على وظيفتها المخصصة.
النهاية:و في الأخير نستنتج أن العائلة ذات ضرورة كبرى، و عليه تتوقف إلى حاجز بعيد، قـوة المجتمع و مناعته. و لقد أشار القلة من المربين بأهميتها الخطيرة و دورها الايجابي قائلين: " لقد نال النوع البشري حضارة بفضل العائلة، و إن مستقبله يتوقف على تلك الشركة زيادة عن أية شركة أخرى

الاثنين، 9 يوليو 2018

القط الحكيم

القط الحكيم
التقى قط الحكيم مع صديقه الكبش، وكانا يسيران في الحديقة معًا.

متى ما تتم القط عن أمرٍ ما يلمح أن الكبش لا يشغله إلا التسلية والأكل والشرب، فأراد أن يعطيه درسًا قاسيًا.

عطش الاثنان بعد السير لفترة طويلة فبحثا عن جدول مياه، وإذ لم يجدا لاحظا حضور جب به ماء. نزل الاثنان في الجب وشربا من الماء وارتويا. عندئذ سعى الكبش أن يطلع فلم يستطع. عندئذ سأل الكبش القط : ماذا نفعل فإننا سنبقى حبيسين في الجب حتىيجيء صاحب الحديقة.

ابتسم القط الماكر وصرح للكبش: "لا تضطرب، فان الحل سلس بشكل كبير".

سأله الكبش: "ماذا نفعل؟"

أفاد له الذئب: "لترفع ساقيك الأماميتين إلى أقصى ما يمكنها، وتسندهما على جدار الجب، وايضاً قرنيك. وأنا أصعد على ظهرك أتسلق على قرنيك واخرج، ثم أقوم بسحبك أنت خارج الج


مشمش


مشمش كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق المكث في المنزل، وأمه تحذره من الذهاب للخارج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور العظيمة
غافل مشمش أمّه وخرج من المنزل وحده، وتحدث في ذاته : صحيح أنا ضئيل وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ. 
اجتمع الكتكوت في سبيله الوزّة الهائلة، فوقف في مواجهتها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك. 
أفاد لها: أنا لا أخافك .. وسار في سبيله وقابل مشمش بعد هذا الكلب، ووقف في مواجهته ثابتاً ايضا .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت مرتفع: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وتحدث: أنا لا أخافك. 

ثم سار مشمش حتى اجتمع الحمار .... وصرح له: صحيح أنك أضخم من الكلب، ولكني .. كما تشاهد لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف. 
ثم اجتمع بعد هذا الجمل، فناداه بأعلى صوته وتحدث: أنت أيها الجمل أضخم من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك. 
سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته. 

ومرّ على منزل النحل، فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة ضئيلة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تطارده، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على ذاته


تحدثت أم مشمش له : لا بد أن الحيوانات الهائلة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن تلك النحلة الضئيلة عرفتني
.نفسي

صارة وسعيد

خرجت صارة مع أخيها سعيد في يوم من أيام الأجازة بعدما أتما واجباتهما ومذاكرة دروسهما، ومضيا يتجولان في البستان الضئيل حتي وصلا الي شجرة من شجر التفاح، فقالت صارة : انظر يا سعيد ذلك غصن يحمل خمس تفاحات، نظرسعيد متعجباً من جمالها وحمرة لونها وقد كان بالقرب منها خيط دقيق يلمع تحت اشعة الشمس، فقال لها : هل تعرفين ما ذلك الخيط يا صارة ؟ حدقتصارة به طويلاً ومدت يدها إليه فزال دون ان تشعر فقالت متعجبة : أين هو ؟ انه لا يكاد يمسك، لقد كنت أظن انني استطيع سحبه ولفه !

ضحك سعيد وصرح : ذلك خيط آخر ولكن لا تمسيه سأنظر اين ينتهي، أفاد صارة : ما الجدوى من تتبعه، دعنا نمضي ولا نضيع وقتنا، أفاد سعيد: لا تتعجلي يا صارة إن ذلك الخيط هو احد خيوط العنكبوت، لو تتبعناه لدلنا علي مسكنها .. وتابع سعيدوصارة الخيط ففوجئا بعدد آخر من الخيوط تقترب من بعضها في اشكال جميلة ومرتبة .

سمعت العنكبوت ” زوز ” كلامهما فقبعت في بيتها وجعلت تتنصت الي حديثهما، أفاد سعيد : إن العنكبوت مخلوق أحمق ! سألته صارة لماذا فأجابها : ألا ترين كيف يبني بيته في الاماكن المهجورة ؟ بعيداً عن القصور النقية والخزائن الفاجرة ويصنعة من الخيوط الواهية الضيعة ولو مددت يدي لأقتلعت البيت بأصبعي .

قد كانت زوز تسمع خطاب سعيد بانزعاج حاد وهي تختبئ وراء ورقة من اوراق الشجرة فأطلت برأسها وقالت : ايها الفتي كيف تقدم علي شتم جيرانك ؟ إنني هنا منذ مدة فهل آذيتكم ؟ أو أكلت من طعامكم ؟ لقد نسجت بيتي نحو جذع تلك الشجرة فلم أكسر غصناً ولم اتلف ثمرة، فهل أستحق منك ذلك الخطاب ؟

نظرت صارة الي مازن وكأنها فوجئت بجواب العنكبوت فقال سعيد : ألست صادقاً في قولي ؟! أفادت زوز : إنك تترقب الي واضح الاشياء دون ان تعرف حقيقتها ووظائفها، فأنت تتهمني بالحمق لأنني اتخذت من الاماكن المجهورة مسكناً لي، وانا افعل هذا لأن رزقي متاح في تلك الاماكن، كيف تعجب من هذا ؟ ألا تري ان العامل يعمل في المصنع بين الزيوت والشحوم ؟ والفلاح يعمل في حقلة مع الطين والتراب ؟ انه الشغل ، وإن إلتماس الرزق بوسائل شريفة هو شرف وكرامة .

أفاد سعيد في انفعال : إن العمال والفلاحين شرفاء، يقدمون الاستفادة لمجتمعاتهم، وانت ضئيلة هزيلة لا جدوى منك، فماذا يمكن أن تقدمي ؟ لم تتأخر زوز في الرد علي سعيد فقالت : انت مخطئ ايها الفتي فإن لي في بعض الحالات نفعاً، لا يهُمُّ به سواي .. ألا تذكر يوم الهجرة واختفاء النبي في الغار ؟ صرح سعيد : أذكر انه خرج مستحفياً مع صاحبة ابي بكر وان الاعداء كانوا يجوبون الصحراء وهم يبحثون عنه حتي وصلوا الي غار ثور حيث كان النبي صليي الله عليه وسلم وصاحبه مختبئين فلم يروهما .

تحدثت زوز : ولكنني كنت بالباب، فنسجت بيتي بسرعة واحكمت خيوطي وظن الكفار أن ذلك الغار لم يدخله احد، سأل سعيد: ولكنك تتخذين بيتاً ضعيفاً واهناً ، فالناس يبنوا بيوتهم حتي يسكنوا فيها وينالوا حاجاتهم وترد عنهم الحر والبرد، أفادت زوز : ذلك بيتي الذي تشاهده يكفيني واحصل فيه علي قوتي ، وبينما كانا يتحادثان سمع صوت طنين اززززز .. اشارت زوز الي سعيد وصارة ألا يتكلما، وقالت وهي تهمس : لقد اتاني رزقي الي بيتي، تلك ذبابة قد علقت بخيوطي، ومضت زوز الي الذبابة فلدغتها لدغة قاتلة، ثم مصتها ورمتها، ونظرت الي سعيد لتقول : هذه اللحظة هل تراني حمقاء ؟ صرح سعيد : لا ، تحدثت زوز : إن الحمقي يا عزيزي اولئك الذين يعتمدون علي غير الله ويعبدون سواه وانا اعتمد علي الله في رزقي وعيشي .