الذئاب والثعلب والبجع

يحكي انه كانت حيوانات كثيرة  تسكن غابة ضليلة الاشجار كثيرة الثمار  وفيرة الماء  تحيط بها اراضي خصبة  تجري فيها الانهار علي مدار السنة  عاش اهلها في سعادة وفرح  فجاءتها ذئاب مغرورة  منعت الحيوانات عن خيراتها  وهددتها في سلامتها  وحولو حياة الامن الى ذعر  كانوا يفترسون افرادها  واستمرت الذئاب علي هذه الحال علي افتراس اي شئ  وجداه وكثيرا  ما حاولوا اهل القرية  القضاء عليهم ففشلوا  اجتمع اهل القرية  لنضر لما الت اليه  احوال الغابة  والبحث عن السبيل الصحيح  والمخرج النافع  من هذا الخطر  الذي حل بهما  واضر بافرادها وهدد بقاءها  فلم جد الحيوانات حلا غير الاتفاق  مع الذئاب  علي ان يقدموا لهم  كل يوم حيوان  يكون طعاما لهم  ويامن الباقي  ويعيش الباقي حر  من شراك الذئاب  وحضرت الحيوانات  تعرض  علي الذئاب  ما اتفقت عليه  مع بعضها البعض  فقبلت الذئاب  علي ان يقومو بالقرعة  فالذي وقعت عليه القرعة يكون غذاءهم وفي الوقت المحدد دون تاخير  اصبح كل يوم يذهب حيوان ليتم افتراسه  من قبل الذئاب  تاركا وراءه من يبكي عليه ويحزن عليه  واستمر الحال فترة من الزمن  ووقعت القرعة علي الثعلب  ففكر في حيلة تنجيه من الموت فقال لحيوانات الغابة  دعوني احتال لكم علي الذئاب  لعلي اخلصكم منهم  انطلق الثعلب لكنه تعمد ان يتاخر  واشتد غضب الذئاب منه فلما اوشك علي الوصول  فدخل علي الذئاب  والغضب يتطاير من اعينهم  اين كنت ولما تاخرت  فاجابهم الثعلب بخوف  وهو يلهث من شدة الركض  جئت اليكم ياسيدي طالبا عونكم  لقد هوجمت من طرف مجموعة من بني اوي  اعترضوا طريقي  وان  الان جئت بدل الحمار  السمين الذي افترسته بني اوي  في الطريق  فغضب امير الذئاب فقال من يتجراء علي اخذ فريستنا سوف يلقي حتفه  فقال له ملك الذئاب دلنا علي مكانهم  حتي ننتقم منهم  نعم ياسيدي لكن  بني اوي   تاتي  في الليل لتنام علي مقربة من النهر  الكبير  اين توجد مغارة  ينامون فيها  وسادلكم لحيلة لتمسكوا بهم  فقالوا ماهي هذه الحيلة  ادخلوا الي المغارة عندما ياتون يمكنكم الانتقام منهم  فقال ملك الذئاب لكن يجب ان تبقي معنا  في المغارة لنتاكد من صحة كلامك  فقال له ان دخلنا جميعا المغارة  فلن نري ما الخطر الذي يتربص بنا جميعا  ففكر الثعلب في فكرة جهنمية فقال في نفسه ساحضر صديقي البجع  فقال لهم ان صديقي البجع حاد النضر يمكنه ان يحدد مكان بني اوي قي طرفة عين  فقبل الذئاب هذا الراي  فذهب الثعلب مسرعا لمنادات البجع  فلما جاء البجع قال لملك الذئاب  نعم ياسيدي  سوف احلق في سماء الغابة لعلي اجدهم  حلق البجع طويلا فمر علي منحدر خطير  قرب الجبل  فجاءت فكرة علي باله لي يتخلص  منهم  واخيرا استقر رايه  في ان ياخذهم الي المنحدر الذي بالقرب من الجبل  لما ذهب البجع الي الذئاب قال لهم ياسيدي  ان بني اوي  بعيدة من هنا  ولا يمكنكم المشي لمسافات طويلة  فقال البجع سوف احملكم الواحد تلوي الاخر لكي تنفذوا غايتكم وتنتقموا  فقبل امير الذئاب وصلحت فكرة البجع الذكي  فرماهم الواحد تلوي الاخر في المنحدرات العميقة  وتخلص من شراكهم  ومن هنا تخلصت الحيوانات من  الذئاب   الضالمة   بحسن تدبير  وعدم الرضا بالضلم والخضوع له