الاثنين، 9 يوليو 2018

التربية والتصرف الصحيح

هنالك العديد من الجدال الذي يدور بشأن موضوع الأخلاق، وما هو المطلق والنسبي فيها، وهل مصدر الأخلاق هو الدين أم الذهن؟ وهل الذي يحدّد أخلاق الفرد هو الخير والشر؟ هناك أراء مغايرة في مايخص الأخلاق لدى الإنسان، ويوجد العديد من التوجهات المختلفه في توضيح أخلاق الإنسان، فقد أفاد أفلاطون أنّ الخير فوق الوجود شرفاً وقوّة، في حين أفاد الأشعري أنّ الخير والشر بقضاءٌ من الله وقدره، فلكل إنسان مجموعةً من ردود الممارسات حين تعرّضه للمواقف المغيرة في حياته، وبناءً على ردود أفعاله يقضي الآخرين على مستوى الأخلاق يملك، وينظر إليها الفلاسفة من زاوية أخرى فتاره ترتبط ردود الإجراءات بسعر الحسن والقبيح وهذا ينتج عن فلسفة الحُسن يملكون، وتارةً أخرى ترتبط بثمن الخير والشرّ حصيلة لفلسفة الأخلاق، ويرجح القلة أن الأخلاق ذات سلطة مقدّسةً مصدها إرادة الله، والبعض يقول أن مصدرها الذهن فهو القادر على المفاضلة بين ردات الإجراء على الإجراء الأجود. وجهتا الأخلاق الاتجاه الأولى: هي التي توميء إلى أن أساس الدين هو الأخلاق، وأن كل من الخير والشرّ هو بإرادة الله، فكل ما أفاد عنه الشرع أنّه حسن هو الخير، وكل مانهى عنه الشرع هو الشر، وفي ذلك الحين نقل عن ابن حزم الأندلسي أنه أفاد: "ليس في العالم شيء حسن لعينه ولاشيء قبيح لعينه بل ما سماه الله سبحانه وتعالى حسن فهو حسن وفاعله محسن"، ومن الأمثلة التي توضّح قوله ذلك أن تصرف القتل هو خير في حال كان دفاعاً عن النفس، أمّا في وضعية كونه لتحقيق مصلحةً شخصيّةً فإنّه إجراء قبيح، لهذا فإنّ المولى قد أمرنا بإجراء كل حسن وتجنب كل قبيح، وحتّى حين إطاعة أمر الله فإنّه لا يلزم أن يعطل الذهن فهو يشارك في تشييد الأخلاق كذلكً الاتجاه الثانية: هي التي تؤيّد أنّ قيم وأخلاق الإنسان التي يليها ويطبّقها مصدرها الذهن، فهي قيم ثابتةٌ مطلقةً لا يغيرها تحول الزمن أو الموضع، ويعد أفلاطون أشهر المدافعين عن تلك النظرية، فقد قسم أفلاطون الوجود لقسمين، العالم الملموس وعالم المثل، وتحدث أنّ الأخلاق تكون في عالم المثل وللعقل التمكن من أن يستعيدها، وأنّ الذهن هو الأوحد القادر على التخلص من سجنه داخل الجسم، فمن الهام أن يتصرّف الإنسان على نحو يجعله مشروع أخلاقي، كما يلزم احترام القوانين والإنسانية بحيث يعامل الآخرين كونهم غرضً وليس أداة، ولكن ذلك السياق لايمكن أن يكون صحيحاً بالكامل فالعقل ليس معصوماً من تصرف الأخطاء، ويحتاج لتوجيه وإرشاد، وخير مرشد له هو الدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق