الاثنين، 9 يوليو 2018

الصياد والعجوز والملك العادل


يحكي في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ان قرية واقعة في  جزيرة  غنية بالخيرات حضر اليها  رجل رث الثياب  قطع مسافة طويلة دون توقف  فشعر بالتعب وجوع  وعطش شديد  التقي مع رجل صياد  في منتصف الغابة  وقال له انا جئت  من مكان بعيد  وانا احس بالجوع  و عطش  شديد هل لك بمساعدتي  فقال له الصياد  انا اعيش في هذه القرية  اذهب الي البحر كل يوم  انا واصدقائي اصطاد السمك لكي اعيل اسرتي   فقال له الصياد مدام  انك جئت  وطلبت المساعدة  لن اذهب اليوم الي الصيد  سوف نذهب معا الي البيت  لكي ترتاح من عناء التعب  ما ان وصلت رحبت به زوجة الصياد  فاعدت لهما طبق من السمك  والماء البارد  بعد ان تعشيا  شكرهما علي  حسن الضيافة  وفي اليوم الموالي  ذهب الصياد مع العجوز الي البحر  فقال الصياد للعجوز  اجلس هنا علي ضفة البحر  سوف اصطاد القليل من السمك واعود  بعد ساعة من الزمن وهو علي  ضفة البحر  وكان ماء البحر ساكنا هادئا كانما قد امتدت  فوقه طبقة لامعة  من الجليد  انساه المنضر  كل شئ  فراح يتذكر امراته  التي فارقته  وراي صورتها في الماء تبتسم وهو يتذكر الحب  الذي كان يجمعهما  والمحب الذي لطالما  احب هذه المراة  راح يلوم نفسه  ويتخيل نفسه كانه  نفض يديه من المحب  لما وصل الصياد لم يجد  العجوز  فاءذا به  ذهب ليبحث  عنه حتي راه في مزرعة متكئ علي العشب  والدموع في عينيه وقال له  مابك ياسيدي  حزين  افضي لي بهمك كما  يفيض الصديق لصديقه  فقال له العجوز كنت احب امراة  وتزوجنا ورزقنا بولد  ولكن فرق القدر بيننا  وماتت  وتركتني  مع ابني  فذهب  بي الحزن الي ابعد مذاهبه  حتي نال مني  واصبحت اعيش  حياة الباس  ومشرد العقل  وما ان مر عام حتي مرض ابني  وتفي  فزاد الحزن يشتعل في قلبي واصبحت  امشي كالمجنون  وانا الان اجوب كل مكان  فوق ضفاف الانهار ومشارف الجبال  لكي اانس بالوحش واتدبر في الطبيعة لكي اخفف من معاناتي  ان المصيبة  التي ضربت بي  اعيتني واصبحت ابكي كلما تذكرت  ايام السعادة   وايامي مع المراة التي اعطتني قلبها  وحياتها  واشعر ان مكان ينبعث في عروقي من   حياة قد تراجع كله دفعة واحدة  الي قلبي  وانا الان كا التائه  الذي لا يعرف اين يذهب  فنضر اليه الصياد نضرة طويلة هادئة   فقال له انك رجل وفي  ارجوا من الله تعالي  ان يلاقيك بها  في الجنة انشاء الله  وما ان كانوا يتبادلون اطراف الحديث  حتي جاء ابن الصياد وقال له ان امي قالت لك تعال انت والعجوز  انه وقت العشاء  فقال له الصياد سناتي يابني جلس الصياد والعجوز امام طاولة العشاء  قبدا الصياد يحكي عن مغامراته في عرض البحر   كيف كان يصطاد البحر  ومرت مدة من الزمن حتي اضلم الليل  والكل ذهب الي غرفته  ولكن العجوز كان دائم التفكير لم يستطع النوم  فراح يتقلب يمينا وشمالا  ثم نهض من فراشه وفتح النافذة   وراح ينضر الي ضوء القمر  والفضاء  ويشم نسمات الهواء المترقرقة  ومر اسبوع وهو علي هذ الحال وحالته تزيد سوء  يوما بعد يوم  حتي مات من حسرة  علي مفارقة  زوجته وابنه عندما توفي العجوز  حزن الصياد الفقير حزن الثكلي علي زوجها  مرت الايام وجاء حاكم  جديد الي  الي القرية  التي يعيش فيها الصياد  وكان الحاكم عضيم الشان  يحكم بعدل  ويصد اعدائه بكل قوة  وكان الملك  عنده مشكل عكر عليه حياته  قد اصيب بداء الملوك ولا يستطيع المشي الكثير  وراح يفكر في حل ينجيه من محنته  وفي يوم من الايام شاهد الصياد من النافذة وهو يصطاد السمك في عرض البحر وهو يغني  بفرح  فاعجبته حياة هذا الصياد الفقير  فدعاه الي القصر فقال له  من اين جائتك هذه السعادة  فقال له الصياد ان السعادة تكمن في الماء البارد والخبر الطيب وراحة البال  والصحة الجيدة  فذهل الملك لما قاله الصياد  فشكي له الصياد لما اصابه من مرض فكر الصياد  فقال له  ان  زيت السمك له فائدة كبيرة في  علاج داء الملوك  فرح الملك لما قاله الصياد وقال له ان ساعدتني  في الخروج من هذا المرض  ساعطيك متشاء   ذهب الصياد لكي يصطاد السمك  وفي المساء احضر  زوجاجة من زيت السمك  فقال له هذا هو دوائك ايها الملك فشكر الملك الصياد وبعد اسبوع تحسنت حال الملك  فطلب من الصياد المجئ فقال له اطلب متشاء ايها الصياد  فقال الصياد اريدك ان تساعد جميع المرضي وذلك بفتح مستشفي  هذا هو طلبي  ذهل الملك من طلب الصياد  فقرر بناء مستشفي  ومن يومها  شفي الملك من داء الملوك و عاش الصياد  في سعادة مع زوجته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق