الاثنين، 9 يوليو 2018

الموقف الاول هل الحقيقة مطلقة ام متغيرة- هل الحقيقة ثابتة ام متغيرة

انه مما لا شك فيه ان الانسان لا مفر له من  ان يهرب من مواجهة الحقيقة ومشاكل الحياة بل لبدي له ان يفهم فن تحصيل هذه الوسائل والكيفية التي يلجا اليها لمعرفة الحقيقة وانه مهما اختلفت الحقيقة في تعاريفها واصنافها فاءن اول ما يبحث عنه هو الحقيقة  الاولى اذ ليس من السهل تعريف الحقيقة لاختلاف معناها من تصور فلسفي الي تصور فلسفي اخر  ومن ثقافة الي ثقافة اخري ومن مجال الي مجال اخر اذ انه ليس غريبا علي القواميس ان تعرض علينا شريطا طويلا من التعاريف عند اللغويين هي الماهية او الذات اي ماهية الشئ وعند الرياضيين والمناطقة هي مطابقة النتائج للمنطلقات وعند الواقعيين هي تطابق الفكر مع الواقع وعند بعض الفلاسفة هي الكائن الموصوف بالثبات الذي لا يتخلله نقص كالله وعالم المثل والمحرك الذي لا يتحرك مع رفع النضر عن من سواه فمفهوم الحقيقة مفهوم قديم عالجه الاغريق زمان رقي حضارته اذ هي الاسم الاول لاستقلال العقل في البحث وهذا ما اثار جدلا وسط الفلاسفة والمفكرين والعلماء فاختلفت اراءهم وتباينت مذاهبهم وتنوعت افكارهم فانقسموا الي طائفتين طائفة تري ان الحقيقة مطلقة وثابتة وطائفة تري ان الحقيقة متغيرة احتمالية ومن هنا فالسؤال الذي يتبادر الي اذهاننا هل الحقيقة مطلقة بصيغة اخري هل الحقيقة مطلقة ام متغيرة.                                                                                                                                                            للاجابة علي التساؤل السالف الذكر الذي كان محل جدل طويل بين موقفين متناقضين اذ يري انصار الموقف الاول ان الحقيقة مطلقة وثابتة اذ تعبر عن الوجود في ذاته اي هو بحد ذاته اي ان الحقيقة مستقلة عن كل قيد لا يحدها لا زمان ولا مكان وتوجد وراء الضواهر الحسية ومن القائلين بهذا الراي  افلاطون  سقراط   جورج باركلي   ابواحامد الغزالي   لويس باستور   ارسطوا      ولاثبات موقفهم استندوا الي جملة من الادلة والبراهين اذ نجد في مقدمتهم شيخ الفلاسفة  افلاطون  اذ يري ان الحقيقة مفارقة وبالتالي يحثها العقل المفارق اي العقل الخالص لذلك يقول من واجب النفس الباحثة عن الحقيقة ان تمزق حجاب البدن وتنجوا من عبوديته وان تضهر لذاتها بالتامل وهذا في معني القول كما يري افلاطون في مرموزيته اي قصته ان النفس كانت في العالم العلوي اي عالم المثل تعرف كل الحقائق وعندما ارتكبت اثما عوقبت وانزلت الي العالم السفلي وبدات من حين الي  اخر تتذكر تلك الحقائق بواسطة العقل لذلك يقول الحقيقة هي المثل كما ميز بين عالمين عالم علوي وعالم سفلي الاول يشكل مادة ادراك حواسنا فهو لا يتوقف عند التحول وقابل  للفناء والثاني عالم وراء الاشياء وهو خاص بعقول الموهوبين ولا تدركه الابصار التي في الاجساد وفي هذا العالم يعاين الفيلسوف سلسلة من المثل الخير المطلق والجمال المطلق والدائرة الكاملة ونماذج لكل نوع الحصان النموذج والمدينة الفاضلة وهو عالم دائم وخالد وهو عالم الحقيقة وما عالم الاشياء سوس اشباح وضلال لذلك اعطي افلاطون اسبقية انطونولوجية للعالم العلوي لانه حقيقة مطلقة في السلم ومثال الخير ويليه الجمال والاشكال والهندسية من الدائرة والمثلث والفضيلة الاخلاقية تستوجب التخلص من عالم الفناء بحثا عن الحقيقة في العالم الفوقي وعلي نفس المنوال نجد ارسطوا اذ يري ان الحقيقة مطلقة وتكمن في المحرك الذي لا يتحرك ويقصد المحرك الله يتساءل كيف بدات الحركة وكيف تمت هندسة الكون باشكال لا نهاية لها وهو لا يقبل امكانية ان تكون الحركة بلا بداية فلا بد  من ان يكون للحركة مصدر اذا اردنا ان لا  نغطس في رجوع لا نهائي لا بد ان نقول ان الايمان بالمحرك الاعلي وهو كائن غير مرئى لا يتحرك ولا يتغير فهو السبب النهائي للطبيعة والقوة  الدافعة للاشياء وهو صورة العالم ومبدا حياته لذلك  يقول في صيغة السؤال   كيف يستطيع المحرك ان يحرك دون ان يتحرك  وعلي نفس المنوال نجدسقراط الملقب بحكمة الارض اذ يري ان الحقيقة مطلقة اذ يري ان الانسان اذا اراد الوصول الي الحقيقة لا بد ان يطلب الموت عندما تعرض للاعدام بالسم حيث قال قبل ان يعدم بالسم اتجرع السم ولا اتراجع عن مبدئى وافلاطون انكم لا ترون في التراب الا جسدي وهذا ما جعل سقراط يطلب من الفلاسفة ان يكفوا عن الدراسة اغوار البشرية وهنا تكمن الحقيقة المطلقة ويقول  سقراط في قوله الماثور الذي وجده مكتوب علي معبد ديلني واتخذه منهجا له قال اعرف نفسك بنفسك وعلي نفس المنوال نجد  جورج باركلي  اذ يري انه لا توجد حقيقة سوي حقيقة العقل وهذا ما جعله يقول اننا لا نفكر في شئ سوي افكارنا نحن وهذا يعني انه اذا فكرت في نفس الشئ وهو غير حاصل في ذهنك فلا يمكن ان تتغير هذه الحقيقة ولا يمكننا التفكير في  شئ وهو غير موجود وعلي نفس المنوال نجد ديكارت ابوا الفلسفة الحديثة اذ يري ان مصدر جميع المعارفنا العقل وبالتالي الحقيقة تكمن في العقل الذي هو فطري في الانسان وهي واضحة وصادقة عند جميع الناس لذلك  انطلق ديكارت من فكرة اساسها من منهجه  هو لا يقبل شئ علي انه حق مالم  ينبين بالبداهة لذلك يقول في قضيته الشهيرة انا افكر اذا انا موجود وقد انتهي ديكارت اليقضيته المشهورة انا افكر اذا انا موجود ووجدها واضحة اما الاقتراحات صحيحة كل الصحة بالضرورة وهي تزداد صحة كلما نطق بها لذلك  يقول  ديكارت في القسم الرابع من مقالته مقالة في الطريقة لحسن قيادة العقل الي الحقيقة يقول لا حضت انه لاشئ في قولي انا افكر اذا انا موجود يضمن لي ان  اقول الحقيقة الا لكوني اري بكثير من الوضوح ان الوجود واجب التفكير فحكمت بانني  استطيع اتخاذها قاعدة عامة لنفسي وهي ان الاشياء التي تتصورها تصورا بالغ الوضوح والتمييز هي صحيحة اني اشك كما يقول ديكارت ولكم ما لا استطيع الشك فيه هوان الوجود واجب التفكير وهو واضح كالشمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق