الاثنين، 9 يوليو 2018

صرخة ام

يحكي ان  قرية نائية علي مقربة من الريف  كانت هناك امراة  تدعي خالتي مبروكة  مات زوجها  وترك لها ولد صغير  يؤنسها وهو كالاخ الشفيق يحنوا عليها  ومرت الايام  واصبحت المراة المسكينة  تعمل وتشقي  من اجل طلب العيش  وكانت تتحمل ما لا يتحمله بشر  فخاطت الملابس حتي عشي بصرها  وغسلت الثياب  حتي يبست اطرافها  عملت حتي كلت  وخدمت في المنازل حتي ذلت  لكنها استطاعت ان تحيي ويحي ولدها بجانبها  ولكن الله كان ارحم بها  من ان يسلبها السعادة  فقد كانت اذا اضلم الليل  واضلمت الحيءاة  امام اعينها  رات ان الامل ينبعث  من سماء الرحمة  سماء الواحد الاحد الذي هو الله الذي خلق كل شئ  وشعاع الانس بولدها  دارت الايام دورتها  وهرمت الام  وشب الولد  وانتقل هم قلبها الي قلبه وكان لبدي ان يحسن علي التي لطالما  احسنت اليه  فربته حتي اصبح رجلا  وذهب ليبحث عن عمل ليتصفح وجوه الرزق  وجها وجها  حتي وقف بحضه  علي مهنة الترجمة  فانس بها  ومزال يعطيها  من وقته  حتي مهر فيها  واستطاع الن يسد خلتها  فقنعت بذلك ولزمت المنزل  ووجدت برد الراحة في سدرها  الا انها اذا تذكرت الاغئب حنت عليه  وما احزنها لم تراه منذ عشرين سنة  وما ان تري ولدها تخرج لاستقباله  وكان لم تكن باكية من قبل  دخل عليها ولدها يوما  في خلوتها  فوجدها تبكيس  وراي في يدها  صورة ابيه  فسالت بين اهداب عينيه دمعة مترقرقة  ما تكاد تتماسك  فمشي اليها وقال  لها لا تحزني يا امي  كلنا نموت البقاء لله وحده   رفهي علي نفسك  فستعلمين ان من احزنك الا ليفرحك  وان الله تعالي فيه كل الخير  فتتلق وجهها فاضاء  وقال لها ولدها سمعت ان هناك مسابقة  للمترجمين في المانيا ساجمع المال الكافي لكي اجتاز هذا الامتحان في المانيا  فقالت له انشاء الله يابني  قال لها سابذل جهدي  لنجاح في هذه المسابقة  وانقذ بها نفسي ونفسك  من هذا الشقاء  ماهي الا لحضات قلائل حتي ضرب الدهر بها  بضرباته فاذا الام الوحيدة في تازقاغت لا مؤنس لها  واذ بالولد في المانيا  وما ان وصل الي المانيا  واجتاز الامتحان  فقضوا له بالجائزة والمقدرة با عشرة الاف اروا ففرح الابن وارسل لامه مبلغا من المال ففرحت  واستبقي لنفسه  بعضا  وكتب اليها انه لن يبرح مكانه   حتي يحصل علي عمل  مشرف  لكي يسعد امه  ومرت السنة لم يري امه  حتي نسي نفسه ونسي العالم الذي  انتقل اليه  ونسي الضلمة والنور والسعادة و الشقاء  واصبح في منزلة بين الحزن والسعادة  ففكر في العودة الي امه العزيزة  وعندما رجع الي المدينة  وجد امع عجوز حدباء  تتوكا علي العصا متزال تضطرب بها  فقالت له في اي بطن من بطون  الارض كنمت يابني  وتحت اي نجم من النجوم السماء مصرعك وفي اي قاع من قيعان البحر مثواك  عد يابني فقيرا  او كفيفا  المهم ان اشتم رائحتك  واحضنك في صدري  فقال لها انا هنا يا امي انا نادم  علي مفارقتك   فقالت سامحتك يابني ولكن من اليوم فصاعدا  لن تذهب الي اي مكان  وسازوجك من بنت جميلة وحاذقة مثل امك  فضحك  وقال انشاء الله  فقبل الابن  ان يتزوج المراة التي اختارتها امه وبعد زواجهما رزق باسم اسمه ابراهيم  ففرحت الام فرحا شديدا  لان ولدها خلف لها حفيد  واصبحت تحمله وتقول له انت اعز من كل شئ حتي من ابني وتضحك الام الحنون من قلبها اللهم احفض لنا امهاتنا يارب  ذات يوم كان يلعب حفيدها  علي مقربة من الغابة  وتاه وذهبوا لكي يبحثوا عنه  فسمعوا ان هناك من يسرق الابناء  او ان هناك حبوان افترسه او ماشابه ذالك كثرت الاقاويل والام والاب في قلق شديد   قضوا الليل كله وهم يبحثون عنه وفي الاخير وجدوه نائم في الحشيش وهو يضحك  ففرح الاب والام والجدة ومن يومها لم يتركوه وحيدا خوفا عليه الانه  مزال صغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق