الاثنين، 9 يوليو 2018

هل الذاكرة وضيفة فيزيولوجية ام يسكولوجية-هل الذاكرة ذات طبيعة بيولوجية ام نفسية هل الذاكرة ذات طبيعة مادية ام شعورية- هل الذاكرة ذات وضيفة بيولوجية ام روحية هل الذاكرة مرطبطة بالدماغ ام مستقلة عنه

حياة الانسان ليست مقتصرة علي منطق الحاضر وحده وانما هي نسيج بين الماضي والحاضر والمستقبل ولمجابهة المواقف التي نواجهها قصد التكيف مع المشكل التي تفرضها علينا حياتنا وطبيعة المواقف المختلفة وهو ان نستفيد من خبراتنا الماضية وذلك بواسطة الذاكرة التي هي استرجاع للحوادث بواسطة الذاكرة والتي هي استرجاع لحوادث وصور من الماضي معوعي الذات علي انها كذلك ولكن ماطبيعتها وهذا ما اثار جدلا وسط الفلاسفة والمفكرين والعلماء والمفكرينفهناك من يعتبرها وضيفة متعلقة بالدماغ والبعض الاخر يعلنها انها وضيفة سيكولوجية منفصلة عن الدماغ وعليه فالسؤال الذي يتبادر الي اذهاننا هل الذاكرة وضيفة بيولوجية ام هي نفسية ام تتجاور الي الي عزمها انها وضيف اجتماعية                                                                                                       للاجابة علي السؤال السالف الذكر الذي كان محل جدل بين نضريتين ونضرية ثالثة تتجاوزهما وعليه اولا نستطلع النضرية المادية اذ يري انصارها بزعامة تيودول ريبوا ان الذاكرة ان الذاكرة وضيفة فيزيولوجية مرتبطة بالدماغ اي انها ذات طبيعة مادية وهي لا تختلف في في وضيفتها عن الوضائف الفيزيولوجية فقطعة الحديد مثلا تملك خاصية قابلة لتمغنط كما تملك الورقة خاصية القابلة للانثناء كذلك الذاكرة تملك الخاصية القابلة للاحتفاض بالذكرايات المسجلة في خلايا القشرة الدماغية والدليل ما استمده ريبوا من ملاحضته التي قام بها علي حالات  ادت الي الضعف في التذكر والي زوال الذكريات مثل اختلالات العضوية الناتجة عن اضطراب الدورة الدموية كحالةا الضغط  المرتفع وكذلك اضطرابات الهضم وهذا ما جعل ريبوا يقول ان الذاكرة وضيفة بيولوجية بالماهية ونفسية بالعرض وهذا يعني ان الذاكرة وان كنا نعيشها كضاهرة نفسية في الحقيقة وضيفة فيزيولوجية حيث يري الماديون ان الذكريات مخزونة في خلايا المخ لان الادراك يترك اثارا في الخلايا وهذه الذكرايات تعود عندما يحدث ادراك ومثالهم علي ذلك علي انه عند ادراك قطعة موسيقية فاءن المنبهات تنقل الي الاعضاء اي الحواس حيث تجد الاعصاب التي تنقل الاثر الي الدماغ ثم تحدث الاستجابة ونقصد باستجابة هذا الادراك وهذا يعني ان الادراك يترك اثارا فيزيولوجية علي مستوي الدماغ وعندما يحدث منبه اي ادراك مماثل او مشابه للاول ينبعثذلك الادراك السابق فتقع استجابة اخري وفي هذا النسق استند الماديون الي تجارب من الواقع الحسي الا وهي تجارب جون دولاي علي مستوي منطقة بروكا   وما يعرف بامرا الافازيا ولامينزيا وهي جلطة في قاعدة التلفيف الثالث من الجهة الشمالية يؤدي الي الحبسةاي فقدان النطق وفساد التلفيف الثاني من يسار الناحية الجدارية يولد العمى اللفضي اي ان المريض في هذه الحالة لا يفهم مايقرا وكذلك حدوث نزيف في التلفيف الجداري الايمن يحدث فقدان المعرفة الحسية اللمسية في الجهة اليسري فالمصاب لا يتعرف علي الشئ ولوكان يحس بجميع جزيئاته لذلك يسوق ريبوا ان الذاكرة هي وضيفة عامة للجهاز العصبي اساسها الخاصية التي تملكها العناصر في الاحتفاض بالمعلومات الواردة عليها وتكون ارتباطات                                                                        كما استند الماديون لتدعيم موقفهم الي قانون النسيان المتمثل في اسماء الاعلام اكثر نسيانا من من اسماء الافعال وهذا يعني ان اسماء  الاعلام اقل تكرارا من اسماء الافعال وبالتالي اسماء الافعال هي اكثر تكرارا وتثبيتا علي مستوي الجهاز العصبي من غيرها وبالمقابل يتضح ان الذاكرة ترتب عليها تفسيرا ماديا اي انها وضيفة فيويولوجية.                                                                         لكن   لو كانت الذكرايات مخزونة علي شكل اثار علي مستوي خلايا اللحاء كما يدعي الماديون لوجب ان تكون هناك مطابقة بين فساد الخلايا وبين خلل النطق  اي ان اصابة بعض الخلايا يؤدي الا فقدان بعض الذكرايات لكن الملاحضة تكذب ذلك لان المرضى المصابين بالذاكرة اما يفقدون كل الذكرايات دفعة واحدة  واما يعانون من ضعف عام في عملية التذكر وهذا يعني ان القدرة علي التذكر هي التي تنقص وتضعف وليست الذكرايات هي التي تزول والدليل  علي ذلك هو احتمال رجوع القدرة علي التذكر الاشخاص وهم لم يتعرض الي صدمة في الدماغ.                                                                                                                                        وعلي خلاف الراي الثاني الذي ادت به النضرية المادية نجد من يخالفها الا  وهي النضرية النفسية اي السيكولوجية بزعامة  هنري بريغسون اذ يرون ان ان النضرية المادية تخلط بين الضواهر النفسية والفيزيولوجية وهذا ماادي بريغسون  ان يميز بين نوعين من الذاكرة علي اساس الاحتفاض بحوادث الماضي يتم بصورتين فالاولي هي ذاكرة حركية والثانية هي صورة عادات الية  مرتبطة  بالجسم اي الاعمال الحركية المكتسبة وقوامها هو التكرار والتي تستفيد من الماضي ولا تحتويه ويقول عنها بريغسون الذاكرة الحركية تستعمل الماضي دون اثارته وهي تحتفض بالذكرايات وليست واعية اما الثانية فهي الذاكرة الحقة وهي الذاكرة النفسية حيث تشمل الماضي وتستحضره في ان واحد ويقةل عنها بريغسون الذاكرة الحقة لا تستعمل الماضي ولكنها تثير حوادث ماضية وهي واعية وليست تكرار ويتجلي الفرق بين هذين النوعين من الذاكرة الي حفض قصيدة مثلا حيث ان الحفظ الذي يتم بعد قراءات عديدة كافية لربط الكلمات اليا حركيا يكفي عند استضهارها تنطلق الكلمة الاولي حتي تبعها سلسلة الكلمات المترابطة المتداعبة بصفة الية كما تتداعي الحركات التي نكتسبها عن طريق العادة حركية اما الذاكرة الحقة باءستطاعتها اذا اردنا ذلك ان تستعيد صورة القراة الاولي او الثانية والاثر الذي تركته فينا والضروف التي تمت فيها هذه الذاكرة النفسية لانها تستعيد الماضي واصابة الدماغ يتلفها علي اي ذكرايات نفسية اي بالشعور وهي محفوضة في الاشعور ما الدماغ فلا تمثل وضيفة في الاحتفاض بل في الاسترجاع فمثلا  فنحن اثناء الامتحان لا نسترجع سوي المعلومات التي نراها تساعدنا علي حل التمارين او الاجابة علي الاسئلة وهذا ما جعل بريغسون يقول الذاكرة مهما كانت تبقي دائما شعورية مرتبطة بالحاضر وتصف الماضي من اجل هذا الحاضر بل المستقبل لذلك يري  بريغسون ان الذاكرة هي الديمومة نفسية روحيةلذلك يقول هذه هذه الديمومة متالفة من قسمين ماضينا المباشر وحاضرنا الوشيك فعلى هذا الماضي متكؤون وعلي هذا المستقبل نحن منعطفون والاتكاء والانعطاف ميزة الانسان الشاعر فقولو ماشئتم انه صلة بين ماكان وما سيكون وقولوا انه جسر ملتقي بين الماضي والمستقبل وهذا يعني ان الذاكرة النفسية هي الديمومة الشخصة واستمرارها لانها هي الطبيعةالروحية فالذاكرة هي الروح نفسها لانها تطغي علي الشخصة طبع الحياة والدوام.                                                      لكن التمييز بين نوعين من الذاكرة ذاكرة هي العادة وذاكرة نفسية يؤدي الي اللبس بين العادة والذاكرة ما يجب توضيحه كما انجعل الذاكرة تحتفض بماضيها الشخصي كله يستبعد تعلم العلوم المختلفة كما ان اعتبار الذاكرة روح يخلط بين مفهوم الروح التي هي اعلي من معطيات العالم المادي وبين الذاكرة التي هي وضيفة عقلية.                                                                                           نفهم ان النضرية المادية اختلطت بين الضواهر النفسية والفزيولوجية اما النضرية النفسية استبدلت الاثار الفزيولوجية بالاثار النفسية وبهذا اختلفت ولذلك تجاوز الذاكرة التفسيرين الي التفسير الاجتماعي اذ يري الاجتماعيون بزعامة هالفاكس انه يجب ان نبحث عن ذاكرة منشاها الجماعة وبهذا المعني الذاكرة هي ذاكرة الزمرة ةالاسرة والجماعة والطبقة الدينية والطبقة الاجتماعية وذاكرة الامة بكاملها وهذا مجعل  هالفاكس يقول اني حين ينبغي ان اتذكر فاءن غيري يدفعني الي ذلك لان ذاكرته تساعد ذاكرتي وذاكرتي تعتمد علي ذاكرته وهذا يعني ان الانسان يعيش ماضيه المشترك في  الجماعة وذاكرته لازمة من ذاكرة الجماعة والدليل علي  ذلك ان الشخص اذا اراد ان يتذكر يقول اثناء الحرب او يقول قبل الدخول المدرسي او بعد الدخول المدرسي.                                                    اصح الاراء هو الراي القائل ان الذاكرة تعتمد علي جانبان النفسي والفزيولوجي اي المادي ويمكن ان نشترك مع الغير في بعض الذكرايات لكن هناك ذكرايات خاصة لا يمكن للغير ان يشاركني فيها لانها شخصية.                                                                       نستنتج من تحليلنا السابق ان الذاكرة هي احدي الموضوعات التي لا تزال موضوع بحث من ناحيتين السيكولوجية والبيولوجية الا انها  نستحضر بها الحوادث الماضية في الحاضر مع التعرف عليها انها كذلك تدخل فيها الجملة العصبية مع النفس ضمن اطر اجتماعية وتبقي الذاكرة كما قال عنها  افلاطون علي لسان سقراطفي محاورة مينون هي الاسم الاول لاستقلال العقل في البحث وتبقي ايضا وضيفة مهمة تؤدي مهام كثيرة في حياتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق