الاثنين، 9 يوليو 2018

مشمش


مشمش كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق المكث في المنزل، وأمه تحذره من الذهاب للخارج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور العظيمة
غافل مشمش أمّه وخرج من المنزل وحده، وتحدث في ذاته : صحيح أنا ضئيل وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ. 
اجتمع الكتكوت في سبيله الوزّة الهائلة، فوقف في مواجهتها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك. 
أفاد لها: أنا لا أخافك .. وسار في سبيله وقابل مشمش بعد هذا الكلب، ووقف في مواجهته ثابتاً ايضا .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت مرتفع: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وتحدث: أنا لا أخافك. 

ثم سار مشمش حتى اجتمع الحمار .... وصرح له: صحيح أنك أضخم من الكلب، ولكني .. كما تشاهد لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف. 
ثم اجتمع بعد هذا الجمل، فناداه بأعلى صوته وتحدث: أنت أيها الجمل أضخم من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك. 
سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته. 

ومرّ على منزل النحل، فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة ضئيلة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تطارده، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على ذاته


تحدثت أم مشمش له : لا بد أن الحيوانات الهائلة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن تلك النحلة الضئيلة عرفتني
.نفسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق