الاثنين، 9 يوليو 2018

هل يمكن اخضاع المادة الحية لتجريب-هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي في دراسة المادة الحية - هل المادة الحية قابلة لتجريب- هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي علي المادة الحية كما طبق في المادة الجامدة

تتجلي الضاهرة البيولوجية علي مستوي الخلية التي هي وحدة جميع الكائنات  الحية الحيونية منها النباتية وتشمل اليوم كلمة بيولوجية مثل علم النسيج وعلم الخلايا وعلم الوراثة وعلم الاجنة وتتفرع  بصفة عامة الي فرعين  اساسيين هما التشريح والفيزيولوجية فاءذا كانت المادة الحية تنفرد بالصفات الانفة الذكر فهل  هذه الخصائص تسهل تطبيق المنهج التجريبي في دراستها.  فلهذا ولد جدل وشد ومد بين العلماء والفلاسفة ففريق يري انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي علي المادة الحية وفريق يري انه لا يمكن وذلك لوجود عوائق ابستمولوجية.                                                                                                                                                     للاجابة علي السؤال السالف الذكر وجب ان نتفحص موقفين اذ يري اصحاب الموقف الاول انه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي علي المادة الحية لان هناك عوائق  ابستمولوجية صعوبات الدراسة العلمية التي تواجه العالم الباحث في مجال دراسة الكائنات الحية فاولها يتمثل في صعوبات الملاحضة اذ تقتضي مشاهدة الضواهر ومتابعة التغيرات التي تطرا عليها  ولهذا فمن الصعب ملاحضة الضواهر الحية خاصة في مجال علم وضائف الاعضاء لان الضاهرة الحية في النمو وتغيير متواصل اي انها تكسب صفات جديدة فيكون من الصعب متابعتها  ومراقبتها باءستمرار وثانيا تكمن في صعوبة التجريب وذلك لوجود عدة اسباب منها وجود اعتبارات اخلاقية تمنع تشريح الجثة في السابق مما ادي الي تاخر تطبيق التجريب علي علوم المادة الحية ونضرا ايضا  لوحدة الكائن الحي فمن الصعب عزل العضو عن بقية الاعضاء التي ينتمي اليها وحتي في حالة عزله فاءن في ذلك  يفقد حقيقته ووضيفته فعليه يقول كوفي  ان سائر اجزاء الجسم مرتبطة فيما بينها فهي لا تستطيع الحركة الا بمقدار ما تتحرك كلها معا والرغبة في فصل جزء  من الكتلة معناه نقله ا من نضام الحياة الينضام الذوات الميتة كما انه ايضا التغيرات الطارئة علي خلقة الكائن الحي عندما تتغير بيئته اوضروف معيشته اما ثلاثا تكمن في صعوبة التعميم اي عملية تعميم التجارب والنتائج المتحصل عليها علي جميع الكائنات انطلاقا من دراسة كائن واحد وليس بالامر السهل لان صفات الاجسام الحية وضروف معيشتها ليست واحدة ورابعا  يكمن في صعوبة تطبيق الرياضيات وهذا نضرا الي صعوبة الحياة التي يتمتع بها الكائن الحي والي التغيرات التي تطرا عليه فمن الصعب اخضاع المادة الحية الي التقدير الكمي الرياضي بنفس ماهو متوفر في مجال علوم المادة الحية.                                                                                                            لكن  لقد تمكنت البيولوجية من ادخال المنهج التجريبي في دراسة الكائنات الحية وتمكنت من الاعتماد علي الرياضيات للتعبير عن نتائجها كما انها تفيد في كثير من المجالات الاخري مثل الطب وعلم النفس.                                                                          وعلي خلاف الموقف الاول نجد الموقف الثاني الذي يري انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي علي المادة الحية وهذا بعدما ضن علماء وضائف الاعضاء الحية ان التجريب غير ممكن لتشابك وضائفها الا انه تم ادخال المنهج التجريبي في مجال البيولوجيا اذ  يعتبر العالم الفرنسي كلود برنارد    وهو مؤسس اول مطبق للمنهج التجريبي في المادة الحية اذ اورد كلود برنارد  وبين ان هذا التجريب ممكن في تجربته الشهيرة اذ اوتيا له ذات يوم بارانب من السوق فاولا  قام بالملاحضة فلاحظ ان بولها صافي وحامض وكان يعرف ان بول الحيوانات المعتشبة اي اكلت العشب عكر وقلوي وان حيوانات اللاحمة علي العكس من ذلك الصافي وحامض فقام ثانيا بالفرضية اذ افترض ان تكون هذه الارانب في شروط غذائية تشبه الشروط الغذائية التي تكون في الحيوانات اللاحمة وانها لم تاكل العشب منذ مدة طويلة بحيث اصبحت في شروطغذائية مماثلة لشروط الحيوانات اللاحمة وكان عليه من السهل ان يقوم بالتجريب ليحقق فرصة اعلي هذه الارانب عشبا وبعد ساعات قلائل رجع بولها عكرا وقلويا ثم منع عنها العشب عدد من الساعات فعاد بولها حامضا صافيا وبعد اكل العشب عاد  العكر وقلويته وكرر التجربة مرات فكانت النتيجة دائما واحدة ثم اجري التجربة علي حصان فحصل علي نفس النتيجة وعند اذا صاغ هذه النتيجة في قضية عامة هي ان جميع الحيوانات اذا ما فرغت بطونها تغذت باللحم اي بالمواد المدخرة في جسمها وما يؤكد ايضا ان التجريب  ممكن لا سيما اذا عرفنا اصبح اليوم باءمكاننا فصل القلب عن الجسم وابقاءه حيا مدة من الزمن وكما نجد ايضا العلماء من استعمل التقدير الكمي في علم الاحياء لاسيما الرياضيات الاحصائية التي قام بها العلم الشهير مندل  عندما اكتشف قوانين الوراثة اذ توصل ان افراد الجيل المتاشابهون وان الصفات الجداد تضهر في الجيل الثاني وان توزيع هذه الصفات يضهر بصفة منتضمة ومطرده وقد تمكن ايضا العالم الامريكي مورقان سنة 1915 من ان يفسر ضاهرة الوراثة عن طريق المورثات الموجودة في الصبغيات وهكذا فاءن البيولوجية اليوم تطبق الرياضيات الاحصائية والخطوط البيانية في التعبير عن نتائجها وكما يري ايضا كلود برنارد انه مادامت المادة الحية تعتمد تعتمد علي نفس العناصر الكيميائية التي تركب منها المادة الجامدة فاءن الضاهرة الحيوية يمكن تفسيرها تفسيرا فيزيائيا كيميائيا وعليه يقول كلود برنارد ان مضاهر  الاجسام الحية مثل مضاهر الاجسام الجامدة تخضع لحتمية ضرورية تربطها بشروط كيميائية خالصة.                                                                                                              لكن   نتائج البيولوجيا لا تزال تمتد في  كثيرا من الاحيان علي الوصف كما ان التنبؤ في هذا العلم اقل دقة ويقين ويقين منه في علوم المادة الجامدة كما ان هناك صعوبة في دراسة المادة الحية دراسة تجريبية بسبب ما تتميز به من خصائص تجعلها اكثر تعقيدا من المادة الجامدة وذلك لتقديس بعض الكائنات الحية الا وهي الانسان.                                                                                    نفهم انه برغم من العوائق الابستومولوجية التي واجهت علم الاحياء الا انه استطاع ان يحقق تقدما كبيرا وان يطور  طرق وسائل بحثه ويبقي اصح الاراء هو الراي ان المنهج التجريبي يمكن دراسته في المادة الحية مع مراعات قديسية الانسان واحترام الجانب الديني والاخلاقي كااستنساخ البشري الذي يتنافي اخلاقا مع ديننا.                                                                                               نستنتج زبدة القول ومحصولها مما سبق ان المنهج التجريبي ممكن التطبيق في البيولوجيا ولكن مع مراعات خصوصيات المادة الحية كما ان انكار اخضاع المادة الحية للتجريب  معناه ابادة للعلم وعليه قال كلود برنارد   ان انكار تحليل الكائنات الحية عن طريق التجربة هو ايقاف للعلم وانكار للمنهج التجريبي ولكن تطبيق التحليل الفيزيزلوجي دون الانتباه الي الوحدة المنسجمة للكائن الحي هو تجاهل للعلم وتجريده من  مطابعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق