الاثنين، 9 يوليو 2018

القدر

 في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ان جزيرة واقعة في شمال افريقيا تدعي الحمراء كان هناك شاب احب فتاة  وكان يكن لها حب شديد كانت شابة جميلة  حاول الشاب المحب  ان يتقرب منها  ويكلمها  لكي يفصح لها عن حبه  لكن الفتاة تحس بنوع من الانزعاج  والتذمر  عندما يتعرض طريقها  احس الفتي ان قلبه يتقطع من الالم  والحزن الذي الم به  جلس الفتي منفردا وهو يفكر في الفتاة  التي لطالما احبها  كان يجلس في غرفة عارية  لا يتقي بها عادية البرد  لا يجد بجانبه مواسيا  ولا معينا  سوي الله  تعالي  في احد الايام اتي صديق  الطفولة من بعيد يدعي وليد  يسال عنه حتي وصل  الي منزله  دق الباب فخرج  صديقه  نحيل الجسم  عينيه  شاحبتين  فقال وليد  ما احولك ياصديقي  ما الذي حل بك  فطلب منه ان يدخلو ا الي البيت  فدخلا فاحتار صديقه لفضاعة المنضر  الاوراق مبعثرة  في كل مكان  فقال له وليد  اين طوال هذه السنين  حسبتك مت فضحك وليد   فقال له صديقه  توفي والدي منذ عهد بعيد  وتركني وانا في 14 من عمري وعشت فقيرا معدما  ولا املك من متاع الدنيا شيئا وكفلتني خالتي التي كانت خير الخالات وا كرمهم  برا واحسانا  واكثرهم عطفا وحنانا  وعشت في منطقة تدعي الحمراء  ودرست بها في يوم من الايام  صادفت فتاة محتشمة جميلة  احسست انها اصابت قلبي  بنضراتها  وكانت الفتاة تصغرني بسنتين  احببتها حب شديد  وكنت لا اري لذة العيش الا بجوارها ولا اري نور السعادة  الا في فجر ابتساماتها  مرت سنتين  ولم اقل لها اني احبها  لكن في يوم من الايام  قلت في نفسي لبدي ان اصل اسباب حياتي بحياتها  ارسلت لها فتاة تدرس في نفس الصف  وصارحتها بكل ما يجول بقلبي  وذهبت الفتاة الي التي احببتها  واخبرتها  فقالت لها  انني اكرهه  فكانت هذه الكلمة اول فاتح للجرح الاليم  وراح الفتي يمشي  حتي جن الليل  وسطع القمر  حتي بلغ الشاطئ  وكان الضباب قد انحدر  من اعالي الجبال  سمع صوت ات من اعماق البحر  الحياة بدون حب كالشجر بدون ثمار  فراح يمشي حتي وصل الي المنزل الذي  عاش فيه  مع خالته  التي كانت له احسن معين  وفي احدي الليالي  نزلت بخالته نازلة من المرض وكانت اخر ما نطقت به  قالت  انتي احبك يابني اغرورقت عيناه  وبدا يبكي  لما حل بخالته  التي علي فراش الموت  وبعد مدة سمع ان الفتاة التي كان يحبها  خطبت من طرف احد المهندسين  فاصيب الفتي الفقير  بوعكة صحية  كانت ان تودي بحياته وبعد ايام  فارقت خالته الحياة واصبح وحيدا في هذا العالم وبدا الفتي المحب يقول   لا اعرف    لا اعرف ما الذي حل بي     وما نوع الرياح التي عصفت بقلبي  ولا نوع من انواع الضياع والحزن الذي الم بي  اللهم يامقلب القلوب  كن لي احسن معين  يارحم الراحمين  ان ذلك كان بالامس  ولامس حلم لا يعود     ليتني اكون معك    وانت تضحكين   ليت كلماتي تشعرك بعذابي     اعرف انني احببتك لكن لا اعرف كيف ذلك  ان في اعماقي صوت الحنين  بين اربعة جدران  امسيت ساهرا   ابكي علي من اهديتها قلبي     انني متوجع  كرهت غرامك  من فضلك انسي عنواني  انا مضلوم انا مسجون انا مشتاق  الان سارحل عنك مغلوب  قضيت سنوات وانا اسبح في خيالك  حتي غرقت في اعماقك قرر الفتي ان يرحل الي فرنسا اي الي المكان الذي يخفف عنه مشقة الحياة  وينسيه المعانات  لما استقر في مدينة الجن والملائكة  تعرف علي احد الاشخاص كان يعمل في الاستراد والتصدير  من الدول المجاورة  فعرض عليه  صاحب الشركة ان يعمل معه  فقبل الفتي  وبدا العمل معه  وفي احدي الامسيات  تفاجئ الفتي بالشرطة  فقالوا له انت متهم  بتصدير بضاعة مغشوشة  ولفقت له هذه التهمة رغم كل ماقاله  وسجن الفتي المسكين  وفي احدي الايام دخل السجان  الفتي  اقترب منه ومد يده علي   السلسلة المثبتة  علي الجدار  فانتزعها  من مكانها  ولم يقل شيئا  ثم قاده الي خارج المحبس  فتركه امام ضوء  الشمس  لما فتح عينيه  راي مكانا  غير مكانه  ومنضر غير منضره  فبدا شعوره يعود اليه حتي استفاق  وتذكر ما حدث له  تذكر ايام الشقاء والغربة والوطن  ثم طار بخياله الي ماوراء البحار  فذكر خالته  والفتاة التي احبها  فذرفت عيناه دمعة  ارسلها من جفنيه  وبعد ذلك جاءه السجان  وارجعه الي سجنه  لبث صامتا واجما  لا ينطق فعلم انها ثورة من ثورات الياس  بعد برهة من الزمن تكلم احد السجناء  فقال مالذي جعلك تدخل السجن  نحن مشفقين علي حالك  فقال الفتي لا تكونو مشفقين  فالشفقة تجوز علي الضعفاء  وانا لم ازل قويا بكابتي  ساقص عليكم حكايتي  منذ فجر شبابي  وانا اري في يقضتي واحلام نومي  طيف امراة حسبتها مثل امي  وهي خالتي  كانت في عهد قريب عندما ترني  مريض تقف رقرب مضجعي  وكنت اسمع صوتها  في السكينة  واغمض عيني واشعر  اصابعها علي جبهتي  ولا يستغرق وقت طويل حتي اشفي  وكانت تحسبني مثل ولدها  او اكثر  اتذكر ما كانت يوما  قالت لي كلاما جارحا  او اي شئ اخر  هي التي علمتني معني الصبر  ومعني الاخلاق  ومعني الحب  كنت استيقض كل صباح اراها  متكئة علي مساند سريري وهي تنضر الي  بعين يملاها  طهر الطفولة  وعطف الامومة  كانت دائما تساعدني في تحقيق اهدافي  وكنا كل مساء نسير  بين التلول  والمنحدرات  وعلي ضفاف الانهار  نشم رائحة الازهار  ونتامل في الطبيعة  بما فيها من خيرات  وحلت بي ايضا  مشاكل  عاطفية  احببت فتاة  اعطيتها كل الحب ولكن القدر فرق بيننا  وبعد ها توفيت خالتي  وبقيت علي هذه الحال انتقل من مكان الي اخر  انادي رفيقة قلبي  انضر الي الامواج المتقلبة لعلي اري وجهها  في زبد البحر ت ياصديقي كيف دخلت الي السجن ما اسمك  اسمي عمر  كنت اعيش في الغابة  كانت لي بنت وحيدة سميتها ذكري  لاني اري فيها ملامح  امها  وكنت عندما اذهب الي العمل في مصنع الاسمنت  الذي كان علي بعد ميل من  المنزل  الذي اعيش فيه  اتركها وحيدة  وكنت اخاف عليها من مصائب الدنيا  ودائما ادعو الله  ان تكون بخير  وكنت عندما ارجع الي البيت  يدي  ملطختين بالاسمنت  واضافري محشوة بالاوساخ  وكالنت هذه المضاهر القبيحة  من نتاج العوز والحاجة  ومن اجل ان اضمن كرامتي وكرامة ابنتي  وفي يوم من الايام في فصل الربيع  اشرقت الشمس وكان الجو صافيا  والعصافير تزقزق  ولارض معشوشبة  بينما كانت ابنتي تلعب  بين الاشجار  احست بتعب  فنامت  ومر بجانبها غزال  هادئ  وديع جميل الشكل  فنام بالقرب منها  بينما هم نيام حتي سمع الغزال  صوت ينبعث من بين الحشائش  رفع الغزال اذنيه  وهرب مسرعا  فافقت  ذكري  خرج ثعبان من بين الحشائش  مزركش  وخافت الفتاة المسكينة  من الثعبان  بدات تبكي فلما راها الثعبان   اعجب بها  وراح يتخيلها تلبس رداء العروس  انساب بين الحشائش وتركها دون ان يؤذيها  عندما اتي الاب من العمل اخبرته  الفتاة لما راته  في الغابة  خاف الاب علي ابنته الوحيدة فقال لها عندما اذهب الي العمل  اياك ان تخرجي   فاءن الغالابة مليئة بالحيوانات  المفترسة  انني احبك يا بنيتي  فقالت اتلفتاة لابيها نعم يا ابي اعدك لن اذهب الي اي مكام حتي تعود من العمل  لما جن الليل جاء  الثعبان قرب المنزل يسمع الحوار الذي كان يدور بين الرجل وابنته  عند  بزوغ الفجر  راح الاب يمشي في الغابة  لكي يذهب الي العمل  فشاهده الثعبان  وقال في نفسه انه رجل مسكين  انه يتكابد الالام من اجل العيش  فكر الثعبان في فكرة تخرج الرجل من الذائقة التي فيها  ذهب اليه وقال له اريد ان اطلب يد ابنتك  ان وافقت سادلك  علي مكان فيه كنز كبير  فكر الاب مليا  فقال له ساشاور ابنتي  خافت البنت من الثعبان  فكرت البنت في فكرة تنجيها من شراك  الثعبان وقالت لي والدها يجب ان ينزع السم كله وينزع انيابه لكي اتزوجه  فقال الاب لابنته انك ذكية  يابنيتي فقال الاب لثعبان ان ابنتي  لها شرط  هو ان تنزع جميع السم وتنزع انيابك لكي تتزوج بك  فقال الثعبان ان انيابي وسمي هي مهمة بالنسبة لي  فقال الاب انه شرط ابنتي  فكر الثعبان قليلا  وذهب الي وجهة مجهولة  ورجع دون انياب ولا سم  دق الباب فخرج الاب وابنته فضربوه ضربا مبرحا  وراح الثعبان يصرخ ويقول لقد خدعت  فذهب الثعبان يشكي عند الملك   وبعدها ناداني الملك وسجنني  وقال الملك لثعبان ان الذي ترك الشئ الذي خلق به سيخدع  اماابنتي فذهبت الي  عمتها في الغابة المجاورة  وكانت تجلس علي طرفة النهر تملا جرة من الماء  وكانت  تفكر في والدها الذي تعب من اجلها  وكانت دمعة مترقرقة تخرج من عينها عندما تتذكؤ والدها   وهي تدعو اللع ان  يخرج بسلام  هذه  هي قصتي ياسيدي الفاضل  ان هذه الدنيا مليئة بالمصائب والانسان  القوي يجب ان يصبر  لان رحمة الله واسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق