الاثنين، 9 يوليو 2018

هل العنف ايجابي ام سلبي - هل العنف مكبرر ام غير مبرر

ما ان الانسان  كائن اجتماعي  بطبعه  فهو يسعي  دائما  الي تحقيق التكيف  والتاقلم مع محيطه  بتحسين العالقات القائمة  بينه وبين  افراد مجتمعه  وعليه قد تكون  هذه الاخيرة  مبنية علي التعاون  والتاخي  والاحترام  المتبادل لكن هذه الاعلاقة  لا تكون دائما مبنية  علي هذا الاساس  فقد يتولد بين افراد المجتمع  بتنافر نتيجة للحقد  والغيرة  والكراهية  والبغضاء  مما يؤدي الي استعمال العنف  وهو كل عمل  يضبط به شخص  علي ارادة الغير  لسبب  او لاخر  ويستوجب  استعمال القوة  وهو نوعان عنف مادي  كا التعدي علي الجسد بالضرب  او الجرح او القتل  وعنف معنوي  كا الاساءة  الي شخص  الغير ومعتقداته  وقد اثيرت مشكلة  بين المفكرين  والفلاسفة  كان العنف ايجابي  ام سلبي  فمنهم من يري  ان العنف مبرر اي ايجابي ومنهم من يري  بانه سلبي  وغير مشروع  ولهذا نتسائل  هل العنف امر مشروع  من اجل تغيير الاوضاع  ام هو امر مرفوض  ولايمكن تقرير استعماله  وبصيغة اخري هل العنف  سلوك ايجابي ام سلوك سلبي.                                                                                                                               للاجابة علي السؤال السالف الذكر  نتطرق الي موقفين  حيث يري انصار الراي الاول  ان العنف ايجابي  ومن بين ممثليه  هيرقلاطيس  ميكا قبلي وجون جاك روسو  وتوماس هنري وسيبوزا  ولاثبات موقفهم هذا  اعتمد علي مجموعة من الحجج  والبراهين نذكر منها  ان العنف امر مشروع  فالانسان يلجا اليه من اجل تغيير اوضاع  مجتمعه الفاسدة  لان هو اصل العالم ومحركه  وهذا ما ذهب اليه الفيلسوف اليوناني  هيرقلاطيس  حيث يري انه  لكي تكون الاشياء  لا بدي من نفي الشئ  الاخر وتحطيمه  اي انه لا يحصل شئ جديد  الا بالقضاء علي الجديد  حيث يقول ان القتال هو ابو سائر الاشياء  وملك كل شئ  اي ان الانسان لجا منذ القديم الي العنف لدفاع  عن نفسه  او لتامين طعامه  وامنه  او طلب للمجد  وبالتالي فالعنف قصد عدواني  من اجل نفي الاخر  الذي نحقد عليبه او نكرهه  حيث يقول غوساندروف  ان ازدواجية الانا  وةالاخر  تتالف  في شكل  صراع  والحكمة  من هذا التاليف  هو امكانية الاعتراف  المتبادل  اما توماس  هوبنز  فهو يعتقد  ان الانسان ذئب لاخيه الانسان  لكي يحقق وجوده  لبدي من استعمال  العنف  والقضاء  علي الاخر  اما سبينوزا  فهو يري ان الافراد هم في الضروف الطبيعية  في حالة عداء لهذا يعتبر العنف  وسيلة لاسترجاع  الحقوق  والدفاع  عن الافراد  والمجتمعات حيث نجد ان الجزائر  قد استعملت الحرب  كوسيلة  للاستقلال  واسترجاع السيادة  الوطنية ولتعبير اما العنف عند المسلمين  فهو كوسيلة ضرورية للجهاد  في سبيل الله  ومحاربة  من يقف في وجه  نشر الدعوة  اي اخراج العباد من عبادة العباد والاصنام  اي ان المبرر عند المسلمين  هو مبرر ديني  هدفه توصيل الدعوة الي جميع بني البشر  كما يهدف الي اقامة  دولة اسلامية  لهذا يقول ماوو نقوم بالحرب من اجل السلم  لا للحرب  من اجل الحرب  والعنف  والعنف لا تبرره الغاية السامية  فقط  وانما يبرره ايضا الدفاع  عن النفس  اي ان العنف وسيلة لاسترجاع الحقوق  المغتصبة  وهذا ما اعده ايضا انجلز  لانه وسيلة للقضاء  علي التفاوت الطبقي  الاجتماعي  وبالتالي القضاء علي الضلم  والجور  وهذا ما اعده كارل ماركس  في دعوته  الي التغيير عن طريق الثورة  لكسر الاستغلال  والطبقية  فهذا العنف ايجابي وبناء  لانه  يهدف الي تغيير   الوضع الاجتماعي  وتصحيح الواقع  السئ  من اجل تحقيق المساوات  واقامة العدل  في المجتمع  كما ذهب البعض  الي ان العنف  مصدر السلطة  اي ان اذا اراد ان يكون  ملكا  او رئيسا  او مستبدا عليه  ان يمارس العنف  مثلما فعل هتلر  بالمانيات  وباليهود  خاصة  والقذافي في لبيا  وما يقوم به بشار الاسد  في سوريا  حاليا  اي ان هؤلاء  استعملو العنف  لانهم تعلمو قانون الغاب  القوي فيه ياكل الضعيف  وهذا ما اعده فيلسوف القوة  ميكياقيلي  حيث يري انه مادام في الطبيعة  يسيطر القوي  فلماذا  لا يكون  منتشرا في المجتمع  البشري  حيث يقول في هذا الصدد  اذا كان القوي  في الطبيعة هو الذي  يسيطر فاءن  من العدل  ان يكون الامر كذالك في مجتمع الانسان  يقول ايضا الغية تبرر الوسيلة  اما جون جاك روسو فقال انه من الضروري استعمال العنف  حيث يقول في هذا الصدد  ليس لنا الحق بؤل من الواجب  ان نثور  اذا اقتضت الضرورة                                                                                                                                                        لقد بالغ انصار الموقف الاول في الاقرار بان العنف  امر مشروع  وايجابي  وتناسوا ان العنف  ضاهرة لا اخلاقية  وانه يجب رفضه  مهما كانت اشكاله  وانواعه  سوة  كان مادي او معنوي  لانه يؤدي الي الافات  الجتماعية والاجرام فاءن العنف الايجابي لا يمكن ان يكون في الواقع  الا لحجة  لكل المجرمين  والخارجين عن القانون  كما كان استعمال العنف بحجة الدفاع  عن النفس  كثيرا ما يستخدم  كذريعة لضلم  للاخرين  وهضم حقوقهم  كما حدث في الاستعمار  القديم  والحديث  اي الاستعمار الروماني  القديم  الي الاستعمار  الصهيوني  والامريكي  الحديث  لان الصهاينة  في فلسكين  مثلا اغتصبلوا ارض شعب  ثم ادعو انهم  يدفعون عن انفسهم  وارضهم    وعلي خلاف الراي الاول  يري انصار الراي الثاني  ان العنف سلبي  ومرفوض  وبالتالي فهو غير مبرر  وغير مشروع  ومن ابرز ممثليه  في الفلسفة  المسيحية  نجد القديس  اوغسطين  وكانط ولاثبات موقفهم هذا اعتمدو  علي مجموعة من الحجج  والبراهين  نذكر منها  ان العنف لا يولد الا العنف  وهذا ما يجعل  المجتمعات دائمة التسلح  فا العنف ليس قدرا  محتوما  لانه نتيجة لعوامل  مختلفة  قد ةتكون نفسية  وقد تكون اجتماعية  او اقتصادية  ويمكن ان نفتح مجالا للامل  لمحاربة  والقضاء علي هذه الضاهرة   السلبية وذلك عن طريق محاربة اسبابه  حيث نجد قيري  يري ان المجرم تصنعه الضروف  الاجتماعية  القاسية  لهذا لبد ي من تحسين الضروف  وتبديلها بدل معاقبته  علي الجرم  حيث يقول في هذا الصدد  ان المجرم تصنعه الضروف الاجتماعية القاسية  كما نجد في الفسفة المسيحية القديس  اوغسطن الذي يؤكد ويقرر سلبيات العنف  لان العنف ينشر القيم  غير اخلاقية  ويجعل الانسان  لا يشعر بالاطمئنان  حيث من اشهر تعاليم الفلسفة المسيحية  فاءذا صفعك اخاك من الجهة اليمني فادر له  الخد الايسر  كما نجد ان الدين الاسلامي  يحث علي نبذ العنف  ويدعو الي اقامة العلاقات  بين الناس  علي التسامح  وحب الاخرين  حيث يقول  رسول الله صلي الله عليه وسلم  لا يؤمن احدكم حتي يحب لاخيه ما يحب لنفسه. كما يقول ايضا ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملكم نفسه عند الغضب  كما يؤكد كانط  بان الانسان  يتميز بقيم اخلاقه  تمنعه عن استعمال العنف  ويري كل شخص  فيما لديه نية طيبة  لفعل الخير  وترك الشر  وبالتالي الابتعاد عن العنف  لان نتائجه دائما تكون سلبية  ووخيمة  حيث يقول في هذا الصدد  اعمل دائما بحيث تعامل  الانسانية  في شخصك  وفي اشخاص الاخرين  كغاية  لا كمجرد وسيلة  كما ان العنف  ما هو الا حجة  لكل المجرمين وكل من يستعمل العنف يستتر وراء حجة الدفاع عن النفس  وهذه ليست حجة معقولة لان الكثير من  الدول القوية  استعمرت الدول الضعيفة  بالعنف  بالاضافة الا ان العنف  ينبئ بتحول ما هو انساني  الا ما هو لا انساني  اي يبعد الانسان عن دائرة الا انسانية  وهذا ما جسدته الحركات الارهابية  بممارستها للعنف  بحجة الجهاد  وهذا ما حدث  خاصة في العشرية السوداء  بالجزائر  والتي كانت نتائجه وخيمة  علي كل الجزائريين  كما ان العنف يحط من قيمة  الانسان كفرد حامل لقيمة اخلاقه  حيث كرمه الله  سبحانه  وتعالي  دون غيره  من الكائنات الاخري  وميزه بالعقل  وعليه يجب  ان يتصرف  بعقلانية  حيث يؤكد المنحلل النفساني  الامريكي  فرويم  ان  الحيوانات  ليست عدوانية  الا بقصد الحصول  علي طعالمها  وللحفاض علي حياتها  كرد فعل ضد الهجوم  لا يمكن الفرار منه  ومعني هذا ان الحياة  لا تستعمل العنف  الا اذا دعت الضرورة  فما بالك  بالانسان  العاقل  الذي يجب ان يستعمل  الحكمة  قبل ان يرد العنف بالعنف                لقد بالغ  انصار هذا الراي  في الاقرار بان  العنف سلبي  غير مشروع  لان هناك بعض المواقف  تستدعي استخدامن  العنف  لهذا لبدي من ردع بعض الافراد  والدول بالعنف المشروع  واستخدام القوة  ويتجلي هذا في الثورة من اجل التحرر  او مقاومة او استرجاع  الحقوق المسلوبة  ودفع الضلم  عن الذات  وعن الاخرين  فالعنف قد يكون ضرورة  لمواجهة ضلم المعتدين  والمغتصبين  للحقوق  وضد المحتلين  والا كان  الحكم علي الانسان  الذي يرهن بالخضوع  لذلك  بانه جبان  وخائن  فالفلسطنيون  مثلا شعب يقوم بالثورة  ويمجد العنف  ضد الاحتلال  الاسرائلي الصهيوني  من اجل استرجاع الحق والحفاض علي الكراة الانسانية                               لقد بالغ انصار الراي الاول في الاقرار بان العنف  ايجابي كما بالغ انصار الموقف الثاني في الاقرار بان العنف سلبي  وغير مبرر  وغير مشروع  وعليه ضهر موقف تجاوزي  يدعو الي استخدام  الحل الحكيم  وهو الاعنف  لانه الطريقة الانجح  للحفاض علي الاستقرار  والامن  كما انه يعبر عن النضرة السامية  للانسان  الذي يجب ان يعامل كفاية  لا كوسيلة  وعليه لا بدي من نشر ثقافة  الاعنف  وذلك باشاعة ثقافة الحوار والمناقشة  وتفعيل القيم والاخلاق كا التسامح والصدق  والتعاون  واحترام الغير  والعمل علي اشاعة روح المبادرة  والعمل الصالح  في مختلف الميادين  داخل المجتمع  من اجل دفعه الي التطور  والرقي  وهذا ما قامت به الدولة الجزائرية  عندما قررت المصالحة  الوطنية  وبالتالي فالاعنف اسلوب فعال  لمحاربة العنف  حيث يقول غاندي  الاعنف هو قانون الجنس البشري  كما ان العنف هو قانون البهيمة  اري في الا عنف علي العكس  من ذلك مثلا  من اشكال النضال  الاكثر حيوية  واصالة  بالقياس  الي مجرد قانون  التضامن  بالمثل  الذي يترتب  عنه مضاعفة  الاذي مرتين                                               وانا بدوري  اتبني الراي القائل ان العنف سلاحخ ذو حدين  اي ان العنف يكون في بعض الاحيان  ضرورة ملحة  اذا استدعي الامر  ذلك كالدفاع  عن النفس  والوطن لاسترجاع السيادة  الوطنية  فمثلا  ثورة  اول نوفمبر 1954 بسببها تم استرجاع استقلال الجزائر والسيادة الوطنية في 5 جولية 1962 وفي بعض الاحيان  يجب تجاوز العنف  باءستخدام الحكمة  والمسامحة  والعيش  مع الاخرين  في امن وسلام واستقثرار                                                                                                                                      وفي الخير  بعد هذا التحليل  نستنتج ان العنف عملية  ذات وجهين  من جهة فهو ايجابي  ومشروع  لان بعض المواقف  والضروف تدفعنا الي استعماله  من بينها الدفاع  عن النفس  والشرف  والشرف والمحافضة علي البقاء  الا انه من جهة اخري فهو سلبي  وغير مشروع  لانه يجعل الانسان يخرج من دائرة الا انسانية  الي  الاانسانية  وبالتالي يجب استعمال ما يسمي بالاعنف  الذي يستخدم فيه الحكمة . والتسامح كاسلوب حضاري

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا جزيلاا بارك الله فيك

    ردحذف
  2. من خلال هذا المقال هل يمكنني أن أعرف الفرق بين فيلسوف و المفكر
    إجابة مجردة

    ردحذف